عفوا... أنتي لست أمي؟!!

تفاجأت به وهو يذرف دموعه بين أحضان إمرأة أخرى ....صعقتها المفاجأة

أدهشتها الصدمة ....عقدت لسانها ....سمرت أقدامها في المكان....حاولت

أن تصرخ في وجهه ...أن ترفع يدها وتصفعه....أن تركله يقدمها....أن تذهب

بأقصى سرعة إلى درج مكتبها وتحضر ذلك المسدس....لتقضي عليهما بطلقة

واحدة....ولكنها من الدهشة والحيرة ....أن تقف مشلولة عن فعل أي شيء..

وما لبثت أن غرقت في نحيب أليم ودموع حارة غزيرة.....وسحبت نفسها بهدوء

وأنتظرت ....بالقرب من باب الدار...تسترق السمع.....سمعته يقول : ( ميري)

أنتي أمي التي فقدت ....لا اعرف كيف أخرج من هذة المشكلة التي تعتريني...

لا أعرف كيف أواجه أبي وأمي....لا أعرف حتى كيف أواجه نفسي....و( ميري)

تهز رأسها والدموع تنهمر من عينيها....لا تعرف ماذا ترد ؟ وبأي لغة تتكلم ؟

فلا تملك سوى أن تمد يدها وتمسح دموع الفتى المنهمرة على خديه .

لم تستطع الأم القابعة خلف الباب مقاومة هذا المشهد فدخلت وهي تصيح أنا أمك

حبيبي أنا أمك ( وميري) مجرد خدامة لا تقدم ولا تؤخر....إبتعد الفتى قليلا

لا...لا....لست أمي.....إنها ( ميري)...فمنذ أن فتحت و( ميري) هي التي تطعمني

وتسقيني من يدها وبكل حنان....وهي التي تغطيني إذا نمت....وتأتي في منتصف الليل

لتطمئن علي....( ميري) هي التى تسألني عن أحوالي ....وإذا رأتني حزين سألتني بكل

ود ( أيش فيك حبيبي)....وهي التي إذا كنت فرح ....رأيت إبتسامتها ...تشاركني فرحتي.

وأنت عفوا ....لم تكوني أمي....إنما إمرأة....تشارك أبي.....حياته.

إخواني......

تكرر هذا المشهد في كثير من البيوت التى تعج بالخدم .....نتيجة للإهمال

الأليم الذي تمارسه الإمهات إتجاه أبنائهم....رايته يوما ما.....وسمعته من

صديق لي....فآلمني جدا هذا الوضع المأساوي الذي نعيش.

........ما رأي إخواني القراء في هذا المشهد.......

.....في إنتظار ....تعابير....أشجانكم......